جودة البيانات

جودة البيانات

أصبحت البيانات من أهم موارد هذا العصر أو كما يقول عالم الرياضيات ورجل الأعمال الإنجليزي كلايف هامبي أن البيانات هي النفط الجديد.

يعبر مصطلح جودة البيانات عن مقدار مدى دقة وكمية واكتمال وموثوقية البيانات التي يتم تجميعها وتحليلها وتخزينها في منظمة ما.

 وتعتبر جودة البيانات مهمة للغاية في عالم الأعمال، حيث أن القرارات المفروضة على أساس البيانات الضعيفة أو ذات الجودة المنخفضة يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير دقيقة وتقود إلى فشل الشركة.

تتميز البيانات ذات الجودة بعدة خصائص، وتشمل:

1- الموثوقية: وهي مدى مصداقية البيانات وقابليتها للاعتماد عليها من قبل المستخدمين.

2- الدقة: وهي مدى اتساق البيانات مع الواقع وصحة المعلومات الموجودة.

3- التناسق: وهو مدى تطابق البيانات مع الأنظمة الأخرى في المؤسسة.

4- الاكتمال: وهو مدى اكتمال البيانات وعدم وجود بيانات مفقودة أو ناقصة.

إن ضعف جودة البيانات يؤثر بشكل كبير على منظمات الاعمال ويمكن أن يتسبب في العديد من السلبيات المختلفة، ومن أهم هذه الآثار والسلبيات:

1. اتخاذ القرارات الخاطئة: عندما يتم الاعتماد على بيانات غير كافية أو غير دقيقة، يتم إخراج تحليلات خاطئة وبالتالي قد يتم اتخاذ قرارات خاطئة وتكون لها عواقب سلبية.

2. تكلفة المنظمة: إذا احتاجت المنظمة لجمع بيانات جديدة أو إصلاحها، فإن ذلك يعني تكاليف إضافية، وقد يتسبب ذلك في تحويل موارد أخرى لتغطية تلك التكاليف.

3. فقدان الوقت: تجميع البيانات وتحليلها يتطلب وقتًا كبيرًا، وفي حالة ضعف جودة البيانات، يمكن أن يحتاج المحلل إلى إعادة جمع البيانات أو تصحيحها، وهذا يعني فقدان وقت ثمين.

4. التأثير على سمعة المنظمة: عندما تتأثر جودة البيانات، قد ينتقد العملاء والمستهلكون المنظمة ويفقدون الثقة فيها، مما قد يؤثر سلبًا على سمعتها وتأثيرها في السوق.

5. عدم تحقيق الأهداف: إذا اعتمدت المنظمة على بيانات غير دقيقة وغير كافية لتحليل السوق أو ممارسة الأعمال، قد لا تتمكن من تحقيق أهدافها وخططها بشكل فعال.

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تدني جودة البيانات في منظمات الأعمال، ومن أهم هذه الأسباب:

1- الوقت والتكلفة: العمل على جمع البيانات وتحليلها يحتاج إلى وقت وجهد وإنشاء عملية تحليل البيانات الصحيحة قد يحتاج إلى استثمارات كبيرة.

2- تغيير العمليات والأنظمة: قد تغير المؤسسة نظام العمل أو تقوم بوضع أنظمة جديدة ولم يتم اختبار البيانات القديمة من خلالها للتأكد من التوافق مع الأنظمة الحديثة.

3- القلق بشأن الخصوصية: العديد من المنظمات قد تكون قلقة بشأن خصوصية البيانات، الأمر الذي يمنعهم من تحديث قواعد البيانات والتحقق من جودتها.

4. عدم وجود عمليات سليمة لجمع البيانات: إذا لم يكن للمنظمة عمليات سليمة لجمع البيانات، قد تؤدي هذه العمليات غير المتقنة إلى وجود بيانات غير دقيقة أو غير كافية، كما قد يؤدي استخدام أكثر من منصة أو برنامج لجمع وتخزين البيانات إلى تحديات تتعلق بعدم تجانس البيانات، وعدم التوافق بين المعايير المستخدمة.

5. عدم وجود عمليات سليمة لتحليل البيانات: ما قد يتسبب في توليد بيانات ثانوية غير صحيحة، ما يعزى ذلك إلى زيادة فجوة الثقة بالبيانات.

6. عدم وجود اتفاقيات واضحة حول المصطلحات: يجب على المنظمات الاتفاق على المصطلحات التي تستخدمها، لتجنب البيانات المتناقضة أو المترادفة.

7. عدم تحديث البيانات بشكل منتظم: يجب أن تتم مراجعة وتحديث البيانات بشكل منتظم لتجنب القيم المفقودة والقيم غير الصحيحة التي يمكن أن نؤثر على جودة البيانات.

8. الأخطاء البشرية: قد يرتكب الأشخاص الأخطاء عند الإدخال أو التحليل للبيانات، وهذا قد يؤدي إلى جودة بيانات غير متناسبة.

9. عدم تدريب العاملين: قد يؤدي تدريب العاملين على كيفية جمع وتحليل البيانات بشكل صحيح إلى جودة عالية للتحليلات والبيانات.

يمكن للمنظمة العمل على بعض الخطوات لتحقيق جودة بيانات عالية، تحقيق جودة البيانات في منظمة الأعمال يتطلب جهوداً مستمرة ومستويات عالية من الالتزام، وهناك بعض الطرق التي يمكن للمنظمة اتباعها للحفاظ على جودة البيانات، وهي كالتالي:

1. وضع استراتيجية لإدارة البيانات: يجب على المنظمة وضع استراتيجية لإدارة البيانات والاستثمار في تقنيات وأدوات لتحسين جودة البيانات المتاحة.

2. توحيد مخازن البيانات والتحكم بها: يجب على المنظمة أن تكون ذات قدرة عالية في التحكم في قواعد البيانات وأن تكون في سيرفرات موحدة لتخزين البيانات ومراقبتها.

3. التدريب والتعليم: يجب التدريب والتعليم للعاملين في المنظمة على كيفية التعامل مع البيانات بشكل صحيح والتأكد من دقتها.

4. الجودة والامتثال: يجب الحفاظ على جودة البيانات والامتثال للمعايير الدولية واللوائح المحلية حول حماية البيانات والخصوصية ومراجعة البيانات الموجودة بشكل منتظم وتحديثها وتدوين أي تغييرات جرت في البيانات.

في النهاية، لا بد لمنظمات الاعمال من العمل على رفع جودة البيانات، والاستثمار في مجالات علوم البيانات وتحليلات البيانات والتحكم في جودتها، حتى تتأكد من دقة النتائج والتحليلات وتستطيع تحقيق أهدافها بشكل فعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *